جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

مُساهمة من طرف جعفر الخابوري الأربعاء يوليو 26, 2023 10:12 pm

ما خلفه الجيش الأمريكي في أفغانستان ليس دماراً وخراباً في البنية التحتية، ولا ملايين الضحايا من الأبرياء الذين قتلوا على مدار 20 سنة من الاحتلال وحسب.

فهناك ضحايا آخرين لم يُقتَلوا برصاص الأمريكان، لكنهم كانوا السبب في موتهم حين أخلفوا وعودهم معهم، وهم المترجمون الذين عملوا مع الجيش الأمريكي طوال فترة وجوده في أفغانستان، على وعد أن ينالوا تأشيرة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة بعد أن يُنهوا أعمالهم.

وهو الوعد الذي تحقق لواحد في المائة فقط منهم، بينما تُرك الباقين لمصيرهم الأسود على يد حركة طالبان، فبعضهم تم إعدامه هو وعائلته، والبعض الآخرين يعيش متخفياً ينتظر المجهول.

حين قرر المُخرج جاي ريتشي أن يُخرج أول فيلم حربي له، لم يُرد أن يُجمل صورة الجيش الأمريكي ولا مقاتليه أبداً، لذا يُمكن أن نزيل عنه صفة الفيلم الحربي بأريحية ونصنفه على أنه فيلم أكشن عادي على هامش الحرب، وضع فيه ريتشي بصمته الخاصة ليروي الحكاية التي كتبها بنفسه، عن أهمية الوفاء بالوعود، وهو الأمر الذي يبدو أن الجيش الأمريكي لا يعترف به، كحال الدولة التي يُمثلها.

فالوعد الذي عنون به ريتشي قصة فيلمه حققه بطل الفيلم بنفسه بعد أن يأس من أن تحققه الإدارة الأمريكية وإدارة الجيش الذي خدم فيه طوال 12 عام، بعد أن عانى لأكثر من شهرين من البيروقراطية الأمريكية العقيمة التي تشبه إلى حد كبير ما يحدث في بلداننا الجميلة المتطورة.

معاناة لتنفيذ تعهد قدموه لهؤلاء الأفراد من المواطنين الأفغان الذين دفعتهم ظروف الحياة الصعبة في بلدهم الذي مزقته الحروب أن يتعاونوا معهم، على أمل أن يظفروا بالتأشيرة السحرية لأرض الأحلام لعيش حياة آدمية كريمة، فقرر العودة بنفسه للمكان الذي كاد أن يخسر فيه حياته لإنقاذ الشخص الذي خاطر بكُل شيء ليبقيه على قيد الحياة، وهو لا يدري إن كان سيعود مُجدداً أم لا .. لكنه يوقن أنه مدين لهذا المترجم بدين لابد أن يُسدده، أو أن يموت وهو يحاول.

الفيلم ممتاز في جميع عناصره، فعلى مستوى الأكشن والإثارة كان ممتازاً لدرجة كبيررة وهو الأمر المعتاد من ريتشي الذي يستطيع أن يجعلك مُتحفز ومُنتبه من بداية الفيلم لنهايته، سواء كان الفيلم مليء بالمطاردات والمغامرات، أو كان فيلماً درامياً عادياً تتخلله بعض الإثارة كهذا الفيلم الذي وازن فيه بين الإثارة والدراما من خلال السيناريو الذي كتبه مُكثفاً ومترابطاً بدون فجوات فيه، وتسلسل الأحداث السريع الذي لن يُشعر المُشاهد بالملل، حتى في المشاهد التي ليس فيها حوار أو أكشن، فهو يعوضها بالمناظر الخلابة للطبيعة الجبلية الساحرة لأفغانستان، التي تدور بين دروبها الوعرة مطاردة مثيرة أبدع في إخراجها، خاصة حين تمتزج بالموسيقى التصويرية الجميلة جداً التي أوصلت الفيلم إلى مرحلة عالية من الجودة.

ولعل ما ساعده على أن يُخرج الفيلم بتلك النتيجة الممتازة اختياره الموفق جداً لأبطال الفيلم، فجيك جلينهال يُعد من أفضل الممثلين في السينما الأمريكية، والأجدر على تقديم تلك الرسالة في الفيلم لأنه ليس محسوباً على فئة ممثلي هوليوود المُدللين ولا يُدلي بدلوه كثيراً في القضايا العامة، بل ينأى بنفسه عن أضواء هوليوود ويُعبر عن موهبته الفنية الكبيرة في أفلامه الممتازة التي قدمها طوال مسيرته.

لذلك ربما لن نراه كثيراً يقف على السجادة الحمراء في المهرجانات الفنية ولا حفلات الأوسكار، بينما كان آداء الممثل الدانماركي من أصل عراقي دار سالم على نفس القدر من الإمتياز والجودة حيث أبدع في دور المترجم الأفغاني بإجادته للغة الباشتون وتعبيرات وجهه التي لخصت الكثير مما يمكن أن يُقال، وهو اختيار عبقري من ريتشي أن يأتي به بدلاً من أن يُسند الدور لأي ممثل ذو ملامح شرق أوسطية، فكان كلا الممثلين على درجة عالية من التوازن الذي أثرى الفيلم والأحداث بشكل ممتاز.

أنهى ريتشي فيلمه بنهاية سعيدة لأنه أراد أن ينتصر لهؤلاء المترجمين العالقين في أفغانستان ولو معنوياً، أن يفي بالوعد الذي نكثت به أمريكا أو أنها لم تنوي أن تفي به يوماً، لكنه ذكّر الأمريكان أيضاً بأنهم قضوا عشرون عاماً في أفغانستان، وعدوا أهلها أن يخلصوهم من خطر طالبان، فعاثوا فيها فساداً ثم سلموها مُجدداً إلى طالبان بعد أن انسحبوا منها وقد اطمأنوا أن جميع جنودهم بأمان، ليُترك هؤلاء المُترجمين وباقي الشعب لمصير مجهول، وأن (الوعد) معناه (الالتزام .. التعهّد .. التفاني) .. وهي الثلاث كلمات التي أنهى بها فيلمه، والتي كانت بالنسبة للأمريكان مُجرد كلمات فارغة .. كوعودهم الفارغة.

ما رأيك في فيلم #thecovenant ؟
تابعوا سينما براح عبر صفحاتنا:
Instagram on @cinemabra7
www.threads.net/@cinemabra7
www.soundcloud.com/cinemabra7
www.tiktok.com/cinemabra7
t.me/cinemabra7
https://cinemabra7.quora.com
جعفر الخابوري
جعفر الخابوري
Admin

المساهمات : 180
تاريخ التسجيل : 09/03/2022

https://fjggggvbbbh.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى