صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

مخرج كبير يستيقظ يوميا فى السابعه صباحا ليغادر منزله فى المعادى مبكرا فى حاله من النشاط والحماس متجهها الى شارع الهرم حيث تقع مدينه السينما ، يصل هناك فى التاسعه صباح كل يوم وسط زحام القاهره القاتل ، فقط من اجل حفنه أفلام.
حينما تكون عضوا فى لجنه مشاهده لمهرجان للافلام الدوليه مثل مهرجان الاسماعيليه فانت تقف فى مرمى النيران . وتعلم جيدا انك ستتلقى كثيرا من الضربات الموجعه ولكنك تتقبل ذلك عن رضا فقط من اجل ألا تخسر احتمال ان تكون من بينها فيلما يحمل لك متعه ما حتى ولو كان هذا الاحتمال ضئيلا جدا.
فان تكون عضوا فى لجنه تحكيم إحدى المسابقات بأى مهرجان، فان ذلك يعنى أنك سوف تشاهد عددا من الافلام يتراوح حول الاثني عشر فيلما. وهى أفلام قد تمت تصفيتها من قبل لجنه او لجان مسبقه حتى وقع الاختيار على هذا العدد القليل من الافلام ، والتى رات لجنه المشاهده انها جميعا جديره بالمنافسة. أى أنك فى تلك الحاله لديك ضمان على الاقل بالا تشاهد افلاما دون المستوى
أما لجان المشاهده فانها لا تحمل لك ايه ضمانات للجودة، فأنت كمن يجلس على مقعده لا يعرف ماسيقدم له من طعام وعليه أن يلتهم كل مايوضع أمامه من أطباق، أيا كانت مدى جودته ومهما كان مناسبا لذوقك الشخصي أو منافيا له تماما .وعليك فى كل مره أن تنهى الطبق الموضوع أمامك كاملا ثم تدلى بعدها برأيك لأنك أنت المتذوق الأول.
حينما دعيت ذات مره لعضويه لجنه المشاهده بمهرجان الاسماعيليه ادهشني كثيرا وجود المخرج الكبير محمد خان عضوا بتلك اللجنه . وقد عبرت عن دهشتى للناقد طارق الشناوى من أن يقبل مخرجا كبيرا مثله ان يكون عضوا فى لجنه المشاهده وهو بتلك القيمه والقدر العظيم . إلا أنه أخبرنى بأن هذا الأمر لا يحمل له اى قدر من الدهشة وذلك لعلمه بأن المخرج محمد خان ليس فقط اكثر مخرجا عرفه يحب مشاهدة الافلام، ولكن ربما أكثر انسان أيضا
ثم أتت تجربتى مع الاستاذ محمد خان خلال ايام المشاهده تحمل تاكيدا كبيرا لهذا الرأى. إذ لم يتوقف الامر فقط على حرص الاستاذ الكبير على ان يكون اول الحضور ولكن الاكثر تاثيرا هو ما كانت تصحبه تلك الفرجه الصباحيه من طقوس ، فالمتعه عند محمد خان تكتمل حينما يعقب الفيلم الجميل كثير من الكلام عنه ويا حبذا لو كان ذلك فى حضور الطعام . فيحلو الكلام .
وقد كان محمد خان يمر على مخبز يعرفه جيدا فى المعادى قبل حضوره الى الهرم كل صباح . ليحضر لنا البيتزا والمخبوزات التى ستصاحبنا قى صباح الفرجه . ويحكى لنا اثناء تناولها عن المخبز القديم وتاريخه وقيمته لدى سكان المعادى
ولانى ايضا من مدمنى الفرجه والكلام عن الافلام وايضا الطهى فقد اثارت تلك الحاله التى أشاعها الاستاذ محمد خان شهيتى للامر . فعرضت ذات يوم ان اعد و احضر معى احد اصناف الطعام . و رحب محمد خان كثيرا بالفكره واعتلت وجهه ابتسامه واسعه ثم طلب منى طبقا خاصا وغير متوقعا . ظننته يمزح فى بادئ الامر الا انه فى لحظه الانصراف وجدته يذكرنى به بجديه اشعرتنى بانى فى اختبار ليس سهلا لعلمى كم هو أيضا طباخ ماهر .
جئت فى اليوم التالى مسرعة كالعادة، محاولة الوصول قبل أستاذي، كما أحاول كل يوم جاهدة، إذ آتي من الشيخ زايد إلى الهرم فى رحله طويله عبر الطريق الدائرى وكثيرا ماكنت أخفق فى الوصول قبله .
وفقني الحظ ذلك اليوم وحضرت مبكرة وحرصت على إعداد مائده للافطار مع الاطباق والشوك البلاستكيه والادوات اللازمة. وحضر الاستاذ الذي ما إن علم انني قد وفيت بالوعد حتى ابتهج وتهللت أساريره واندفع فورا نحو ركن الطعام، واندفعنا خلفه نتبادل الاطباق والشوك ونتبادل الأحاديث و الآراء حول الافلام التي رأيناها بالأمس والأيام الماضية، ونتبادل أيضا الضحكات والنكات والقفشات التى كان يتقنها محمد خان فتنشر البهجه فى المكان ، ذلك و نحن نتناول محشى ورق العنب الذى طلبه منى الاستاذ محمد خان ليكمل به طقس الفرجه الصباحيه الرائعه .
ومااجمل يوم كان قد بدأ بلقاء مع خان وافلام وكلام وضحكات ومحشى ورق عنب .

عن خان كتبت هالة خليل ⁦⁩
في ذكرى وفاته أي أفلامه الأجمل في رأيك؟

تابعوا سينما براح عبر صفحاتنا:
www.instagram.com/cinemabra7
www.threads.net/@cinemabra7
www.soundcloud.com/cinemabra7
www.tiktok.com/cinemabra7
t.me/cinemabra7
https://cinemabra7.quora.com