جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مارس ٢٠٢٢م

اذهب الى الأسفل

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مارس ٢٠٢٢م  Empty كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مارس ٢٠٢٢م

مُساهمة من طرف جعفر الخابوري الأربعاء مارس 09, 2022 6:50 am

الحرب الروسية الأوكرانية

بقلم: د. عادل عامر

وتعتبر روسيا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مزعجًا لها ويمثل خطورة على أمنها وحدودها واقتصادها، بسبب تشاركية الحدود بين البلدين. القلق الروسي سببه الفصل الخامس من اتفاقية «الناتو»، والذي ينص على انه في حالة أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجوماً على الحلف بأكمله، بمعنى أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا بعد ذلك سيضع روسيا في مواجهة مباشرة مع 27 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل تهديداته إلى أفعال بعد نقل قواته العسكرية إلى أوكرانيا والتأهب لشن عملية عسكرية بداية من فبراير الجاري. يستمر التوتر بين روسيا والغرب في التصاعد بسبب الأزمة الأوكرانية، خصوصا بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك عن كييف،

ونشر موسكو قوات في الإقليمين الانفصاليين، والحشد العسكري على الحدود الشرقية لأوكرانيا الذي يرى فيه الغرب تمهيدا لاجتياح لهذا البلد. عندما انهار الاتحاد السوفيتي السابق، احتفظت روسيا بأكبر احتياطيات الغاز في العالم، لكن أوكرانيا ورثت خطوط الأنابيب. ومنذ ذلك الحين، اختلف البلدان حول هذا الإرث. و"نورد ستريم 2" هو مشروع خط أنابيب جديد لنقل الغاز الطبيعي بطول 1200 كيلومتر، يمتد من غربي روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.

ويعتبر خط إمدادات الغاز الذي تبلغ كلفته مليارات الدولارات ورقة مساومة رئيسية في الجهود الغربية المبذولة للحيلولة دون غزو روسي محتمل لأوكرانيا. بدأت أعمال إنشاء خط "نورد ستريم 1" عام 2011، واكتملت في العام التالي.

التوترات بين روسيا وأوكرانيا حاليا يسبقها تاريخ يعود إلى العصور الوسطى، فكلا البلدين لديهما جذور في الدولة السلافية الشرقية المسماة «كييف روس»، لذلك، دائما ما يتحدث الرئيس الروسي بوتين عن «شعب واحد».

طبقا للتاريخ، كان مسار هاتين الأمتين عبر التاريخ مختلفاً، ونشأت عنه لغتان وثقافتان مختلفتان رغم قرابتهما، فبينما تطورت روسيا سياسياً إلى إمبراطورية، لم تنجح أوكرانيا في بناء دولتها، حسب موقع «دوتشه فيلا».

في القرن السابع عشر، أصبحت مساحة شاسعة من أوكرانيا الحالية جزءاً من الإمبراطورية الروسية، لكن وبعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، قبل أن تقوم روسيا السوفيتية باحتلالها عسكرياً مجدداً. وبدأ إنشاء خط "نورد ستريم 2" عام 2018، واكتمل في عام 2021. وتلقى المشروع منذ إنشائه دعما قويا من ألمانيا عبر حكومتي شرودر وميركل المتعاقبتين. وتأمل ألمانيا في أن يخفف خط الأنابيب الجديد الضغط عليها وعلى إمدادات الطاقة في أوروبا.

ومن المنتظر أن يؤدي تشغيل خط الأنابيب الجديد إلى مضاعفة كميات الغاز التي ترسلها روسيا إلى ألمانيا بعد موافقة الأخيرة على تشغيله. لكن المستشار الألماني أولاف شولتز قال إن التصديق على الخط لا يمكن أن يمضي قدما في ضوء التطورات الأخيرة من الجانب الروسي.

في ديسمبر عام 1991، كانت أوكرانيا، بالإضافة إلى بيلاروسيا، من بين الجمهوريات التي دقت المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي، غير أن موسكو أرادت الاحتفاظ بنفوذها، عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة «جي يو إس».كان الكرملين يظن وقتها أن بإمكانه السيطرة على أوكرانيا من خلال شحنات الغاز الرخيص، لكن ذلك لم يحدث، فبينما تمكنت روسيا من بناء تحالف وثيق مع بيلاروسيا، كانت عيون أوكرانيا مسلطة دائماً على الغرب.

أزعجت أوكرانيا الكرملين بميلها للغرب، ولكن الصراع لم يصل إلى ذروته طوال فترة التسعينيات، لأن حينها كانت موسكو هادئة، لأن الغرب لم يكن يسعى لدمج أوكرانيا، كما أن الاقتصاد الروسي كانت يعاني، والبلاد كانت مشغولة بالحرب في الشيشان، حسب «بي بي سي».

في عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ«العقد الكبير» بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية. عندما انهار الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينيات، كانت أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، تمتلك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم.

وعملت الولايات المتحدة وروسيا على نزع الأسلحة النووية الأوكرانية، وتخلّت كييف عن مئات الرؤوس النووية إلى روسيا، مقابل ضمانات أمنية لحمايتها من هجوم روسي محتمل. شهدت موسكو وكييف أول أزمة دبلوماسية كبيرة حديثة بينهما في عهد فلاديمير بوتين، ففي خريف عام 2003 بدأت روسيا بشكل مفاجئ في بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة «كوسا توسلا» الأوكرانية.

السبب الرئيسي للازمة الحالية، الرفض القاطع الروسي لانضمام أوكرانيا ضمن حلف الشمال الأطلسي الناتو. وبدأ الرئيس فلاديمير بوتين منذ شهر ديسمبر عام 2021، بتوجيه رسائل للولايات المتحدة الأمريكية بشكل علني ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب، وسعى حثيثًا نحو ضم أوكرانيا.
جعفر الخابوري
جعفر الخابوري
Admin

المساهمات : 159
تاريخ التسجيل : 09/03/2022

https://fjggggvbbbh.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى